نواف التمياط
يعتبر لاعب وسط الهلال والمنتخب السعودي نواف التمياط او ابو "الالقاب" من خيرة صانعي الالعاب العرب في الوقت الحاضر رغم الاصابة العنيفة التي لحقت به خلال العام 2001 وابعدته فترة ليست بالقصيرة من مداعبة الكرة المدورة وممارسة هوايته المفضلة في مركزه فضلا عن تسجيل الاهداف الممتعة وفي الاوقات الحرجة.
ولم يأت اختيار التمياط افضل لاعب في اسيا لعام 2000 ونيله جائزة الكرة الذهبية لافضل لاعب من فراغ وانما كان ثمرة جهد كبير وعطاء لامحدود وتألق لافت مع فريقه والمنتخب على السواء محليا وعربيا وعلى صعيد القارة الاسيوية ككل.
وقد ساهم في ذلك العام باحراز الهلال لقبين اسيويين هما كأس الابطال والكأس السوبر، وكان تألقه في مباراتي الذهاب والاياب للمسابقة الاخيرة عاملا كبيرا في ضمان مقعد لفريقه في بطولة العالم الثانية للاندية التي كانت مقررة من 28 تموز/يوليو الى 12 آب/اغسطس 2001 في اسبانيا قبل ان يتم تأجيلها عامين آخرين بسبب افلاس مؤسسة "اي اس ال ال-اي اس اس".
وقاد التمياط مع زملائه الهلال الى ثلاثة القاب محلية، هي كأس الامير فيصل (كأس الاتحاد سابقا) بهدف ذهبي في مرمى الشباب، وكأس المؤسس (الملك عبد العزيز) بتسجيله هدف الفوز، وكأس ولي العهد.
وبرز ايضا كصانع العاب وهداف مع منتخب بلاده في بطولة كأس امم اسيا في لبنان 2000، وساهم في بلوغه الدور نصف النهائي بتسجيله الهدف الذهبي في مرمى الكويت (3-2)، علما بانه سجل الهدف الاول ايضا.
ولم يكتف التمياط بهذا القدر من الالقاب والانجازات وانما توج ايضا افضل لاعب سعودي وعربي واسيوي وكانت القابه عديدة داخل الملعب فصنع لنفسه مجدا قد لا يتكرر بسهولة وقد لا يستطيع لاعب آخر تحقيقه كونه توزع على جميع الجبهات.
وبدأ التمياط مسيرته مع الهلال عام 1993 وهو في سن السادسة عشرة مقابل 60 الف ريال، ولعب حتى الان ما يزيد على 50 45 مباراة دولية سجل خلالها نحو 20 هدفا، وشارك في نهائيات كأس العالم في فرنسا عام 1998 وفي بطولة القارات على كأس الملك فهد في المكسيك.
ويجيد التمياط (26 عاما، 76ر1 م و70 كلغ) اللعب في وسط الملعب والتقدم الى المساندة الهجومية كما يمتاز بالتسديد من بعيد، واختير افضل لاعب في اسيا لشهر كانون الاول/ديسمبر الماضي 2000، وافضل لاعب سعودي، وافضل لاعب في مسابقة كأس الكؤوس العربية التي استضافها الهلال واحرز لقبها، وكذلك في بطولة الاندية الخليجية السابعة عشرة، وكان ضمن التشكيلة المثالية لكأس اسيا.
ولم يخف التمياط سعادته بنجاحاته وقال في هذا الصدد "ان عام 2000 شكل نقلة كبيرة في مسيرتي، والالقاب التي حققتها خلاله تعد حافزا لي الى المزيد في المستقبل، فالمرحلة المقبلة من مشواري تعد من اصعب المراحل على الاطلاق بعد ان اصبحت ذا ثقل في صفوف المنتخب ونادي الهلال كما انني اصبحت مؤهلا للاحتراف الخارجي لانه لا زال امامي مشوار طويل".
ويعترف بفضل المدربين الهولندي فان هانيغيم والكرواتي ميركو يوزيتش عليه خلال اشرافهما على الهلال فتعلم منهما "ازدواجية الادوار داخل الملعب"، ويرى ان المدرسة الاوروبية هي الانسب للكرة الحديثة لانها تعلم اللاعب القيام باكثر من دور، مشيرا الى ان المدرب البرازيلي الشهير كارلوس البرتو باريرا الذي اشرف على المنتخب قبل مونديال 98 وفي بعض مباريات النهائيات "كان يميل الى هذا النوع من اللعب وحقيقة استفدت منه الكثير".
ورغم النجاح الذي اصابه التمياط في مهمته كصانع العاب الا انه لا يشجع اناطة هذه المهمة بلاعب الوسط فقط اذ "من الممكن ان يكون احد المدافعين صانعا للالعاب".
وفضلا عن هدوئه، يتميز التمياط بواقعيته وكان يطلب من كل مدير فني للهلال تقريرا خاصا عن وضعه داخل الملعب "لاكتشاف الايجابيات والسلبيات".
لكن اصابة التمياط التي اضطرته الى عملية جراحية مهمة في الرباط الصليبي، وابتعاده عن الملاعب فترة طويلة حالا دون المشاركة مع منتخب بلاده في تصفيات مونديال 2002، فخف الوهج الذي ارتسم حوله وبات عليه مستقبلا اثبات وجوده من جديد والحفر في الصخر من اجل استعادة الامجاد ومتابعتها خصوصا ان عمره يسمح له بذلك.